الأحد، 19 أبريل 2009


عن المقاومة و"التهريب" والسيادة.. *

عريب الرنتاوي

القبض على "خلية حزب الله" في مصر، ليست الواقعة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة.. وحزب الله ليس أول "المهربين" ولن يكون آخرهم، ومصر ليست المعبر الوحيد أو القناة الوحيدة لهذا العمل، فثمة معابر سابقة ولاحقة ستظل نشطة، طالما ظل الاحتلال الإسرائيلي قائما على أرض فلسطين وطالبا ظل الحصار مضروبا على أهلها، والأهم، طالما ظل "النظام العربي الرسمي" غائبا أو مغيبا، عن دوره المطلوب في الكفاح من أجل إزالة الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.
أكاد أجزم، بأن أراشيف المخابرات المصرية، القديمة منها والحديثة، تعج بعشرات "الملفات" عن شبكات ومحاولات لتهريب السلاح والمقاتلين والأموال والعتاد إلى قطاع غزة، قبل الحرب وبعدها، قبل ظهور حماس وبعدها، قبل الاحتلال في 67 وبعده، قبل 48 وبعدها، وأكاد أجزم بأن أراشيف المخابرات الأردنية والسورية واللبنانية وحتى القبرصية، لديها شيئا مماثلا، جرى التعامل معه بأشكال مختلفة، في مراحل مختلفة، من دون أن نصل إلى إعلان "حرب مفتوحة" كتلك المندلعة بين القاهرة والضاحية الجنوبية.
في الأردن على سبيل، ولا أحسب أن أحدا يستطيع أن يتهم حكوماته المتعاقبة بالتفريط بسيادته الوطنية أو عدم الوفاء بالتزاماته حيال معاهداته الدولية، جرى ضبط العديد من حالات ومحاولات تهريب السلاح إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، في مراحل مختلفة، وعلى يد قوى فلسطينية مختلفة، ودائما كان التعامل يجري بهدوء وحزم، دون تفريط أو إفراط، ولقد نشرت صحف لبنان بالأمس واقعة بين حزب الله والأردن حدثت في العام 2002 عندما اعتقلت سلطات الأمن الأردنية ثلاثة من عناصر الحزب ومعهم كمية من الصواريخ كانوا يحاولون إدخالها إلى فلسطين، وفق ما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رسمياً في حينه، وبعد اتصالات شارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، تولى المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد إدارة مفاوضات ظلت مكتومة التفاصيل وأدّت إلى إطلاق سراح العناصر الثلاثة، بعد فترة من الاعتقال/الاحتجاز.
المزيد :

ليست هناك تعليقات: