الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

الاتحاد من أجل «إسرائيل»



بقلم د.سعيد اللاوندى ١٢/ ١١/ ٢٠٠٨
حدثتنا جريدة «لوموند» الفرنسية عن أن اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط الأخيرة دشنت إسرائيل كإحدى الدول (القائدة) فى حوض البحر المتوسط. وأصبحت باعتراف الدول العربية المشاطئة للبحر المتوسط جنوباً أميناً عاماً (مساعداً) للاتحاد، ورفضت قبول مبادرة السلام العربية، وإنما أخذت بها علماً فقط!
أما صحفنا المصرية (القومية) فلقد حدثتنا عن شىء آخر، فإسرائيل من وجهة نظرها لم تحصل على شىء (ذى بال) وحسبها أنها أصبحت أميناً عاماً (مساعداً) من بين خمسة أمناء مساعدين، ولقد وافقت على مبادرة السلام العربية.
الحدث واحد، لكن المعالجة لأخباره متباينة، وهى تعكس توجهاً فى الميديا العربية بشكل عام، فالصحافة الفرنسية والأجنبية (عموماً) تتحدث عن الظواهر والأحداث كما هى (بالفعل)، بينما تتحدث صحفنا العربية ليس عما هو كائن أو واقع بالفعل، وإنما عما تتمنى وتود أن يكون! والفارق بين المعنيين والمعالجتين أشبه بالفارق بين السماء والأرض.
على أى حال لقد خرجت إسرائيل من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط منتصرة انتصاراً مذهلاً.. وإذا كنتم فى شك مما أقول.. فإليكم هذه الواقعة:
حدثنا الدكتور عصمت عبدالمجيد، الأمين العام السابق للجامعة العربية، أطال الله فى عمره، فقال: بطريق المصادفة فى إحدى صالات قاعة اليونسكو فى باريس، طرح علىّ شيمون بيريز، الذى كان وزيراً لخارجية إسرائيل فى ذلك الوقت، سؤالاً يقول فيه: متى ستقبلون إسرائيل عضواً فى جامعة الدول العربية؟
ويُعلق الدكتور عصمت عبدالمجيد على ذلك بقوله: كان سؤالاً مباغتاً، لكننى دون تفكير أجبته، بينما كنت أسير فى طريقى دون أن أتوقف: عندما تتكلم إسرائيل اللغة العربية.. وبدا لى أن شيمون بيريز ابتسم فى مرارة من إجابتى التى ألقمته إياها كحجر صوّان فى فمه!
اقرأ المزيد :

ليست هناك تعليقات: