وبالنسبة للعقيدة القتالية التي تبنتها إسرائيل في هذه الحرب، فقد تأسّست على ترويع الفلسطينيين، ووأد مقاومتهم، وتكبيدهم ثمنا باهظا بالأرواح والممتلكات. وبرأي بعض المحللين فإن إسرائيل انتهجت في هذه الحرب ما يسمى "عقيدة الضاحية"، نسبة إلى التدمير الذي ألحقته الآلة العسكرية الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت (2006)، وإنها تصرفت في الحرب كدولة هوجاء أو كدولة مجنونة، تردّ بعملية عسكرية كبيرة ووحشية، على "أعداء يتبنون إستراتيجيا الاستنزاف وإطلاق النار عن بعد"
(عوفر شيلح، معاريف، 28 ديسمبر 2008).
وبحسب أنطوان شلحت (محلل فلسطيني خبير بالشؤون الإسرائيلية) فإن الجنرال غادي أيزنكوت (قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش الإسرائيلي) هو أول من تحدّث عن هذه الإستراتيجية، في مقابلة أدلى بها إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، بوقت مبكر (3/10/2008). كما أشار شلحت (المشهد الإسرائيلي 11/1/2009) إلى أن هذه العقيدة، منبثقة من عقيدة "الجدار الحديدي" التي صاغها زئيف جابوتنسكي زعيم "التيار التنقيحي" في الحركة الصهيونية، في عشرينيات القرن الفائت، وتبناها بعده بن غوريون، ومفادها خلق قناعة لدى الفلسطينيين بعدم جدوى التجرؤ على إسرائيل، بجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، يحجمون بعده عن مهاجمتها، وهذه هي أسطورة، أو نظرية الردع الإسرائيلية.
وبرأي دان شيفنون فإن هذه العقيدة تتطلب "زرع دمار غير قياسي في النقاط والبؤر الحساسة لمطلقي الصواريخ على إسرائيل. الهدف ليس اصطياد الصاروخ الأخير، وإنما فرض تغيير جوهري في معادلة الكلفة والجدوى للمقاومة عن طريق رفع عنصر الكلفة بشكل دراماتيكي.. إن ما سيحدد نتائج الحرب. استعداد إسرائيل لفعل الأعاجيب بحماس خلالها، وبصورة أساسية الرد بشكل منفلت العقال ضد إطلاق الصاروخ الأول بعدها". (يديعوت أحرونوت 15/1/2009)
وهذا الوضع سيجعل "حماس –هكذا يأملون– تفكر عشر مرات قبل أن تقرر تنفيذ عملية إرهابية ما من قطاع غزة. بعد أن ترى كيف تبدو غزة، ينبغي لها أن تكون مجنونة كي تضغط مرة أخرى على الزناد". (أليكس فيشمان هآرتس 22/1/2009)
وبحسب أنطوان شلحت (محلل فلسطيني خبير بالشؤون الإسرائيلية) فإن الجنرال غادي أيزنكوت (قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش الإسرائيلي) هو أول من تحدّث عن هذه الإستراتيجية، في مقابلة أدلى بها إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، بوقت مبكر (3/10/2008). كما أشار شلحت (المشهد الإسرائيلي 11/1/2009) إلى أن هذه العقيدة، منبثقة من عقيدة "الجدار الحديدي" التي صاغها زئيف جابوتنسكي زعيم "التيار التنقيحي" في الحركة الصهيونية، في عشرينيات القرن الفائت، وتبناها بعده بن غوريون، ومفادها خلق قناعة لدى الفلسطينيين بعدم جدوى التجرؤ على إسرائيل، بجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، يحجمون بعده عن مهاجمتها، وهذه هي أسطورة، أو نظرية الردع الإسرائيلية.
وبرأي دان شيفنون فإن هذه العقيدة تتطلب "زرع دمار غير قياسي في النقاط والبؤر الحساسة لمطلقي الصواريخ على إسرائيل. الهدف ليس اصطياد الصاروخ الأخير، وإنما فرض تغيير جوهري في معادلة الكلفة والجدوى للمقاومة عن طريق رفع عنصر الكلفة بشكل دراماتيكي.. إن ما سيحدد نتائج الحرب. استعداد إسرائيل لفعل الأعاجيب بحماس خلالها، وبصورة أساسية الرد بشكل منفلت العقال ضد إطلاق الصاروخ الأول بعدها". (يديعوت أحرونوت 15/1/2009)
وهذا الوضع سيجعل "حماس –هكذا يأملون– تفكر عشر مرات قبل أن تقرر تنفيذ عملية إرهابية ما من قطاع غزة. بعد أن ترى كيف تبدو غزة، ينبغي لها أن تكون مجنونة كي تضغط مرة أخرى على الزناد". (أليكس فيشمان هآرتس 22/1/2009)
وكان البروفيسور مارتين فان-كرفيلد (أستاذ الدراسات العسكرية في كلية التاريخ في الجامعة العبرية، وأحد كبار المتخصصين في الإستراتيجية العسكرية) طرح هذا الخيار، في وقت مبكر، داعيا إلى توجيه ضربة قاسية للفلسطينيين للانفصال نهائيا عنهم."لا جسور مفتوحة ولا علاقات اقتصادية ولا سياسية. فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقاً لما يحتاجه الأمر..لإعادة ميزان الردع..هذه الأمور يجب أن ننفذها بسرعة مطلقة وبقوة دون أن نتأسف.. أنا في هذه الحالة سأستعمل المدفعية وليس الطيران لأنني أريد أن أنظر إليهم في عيونهم إذ لا فائدة من هذه الحملة إن لم تبرهن بأعمالك أنك يمكن أن تعمل كل شيء.. علينا أن نضربهم بقسوة بكل ما بوسعنا حتى لا نعود إلى ذلك وحتى لا يهاجموننا من الخلف عند خروجنا، علينا أن نضرب بكل قوة وقسوة بحيث لا نحتاج إلى ضربة ثانية.. من الأفضل جريمة واحدة وثقيلة نخرج بعدها ونغلق الأبواب من خلفنا".
(إمتساع حضيرة 8/3/2002)
وينتقد توم سيغف (من المؤرخين الإسرائيليين الجدد) هذه النظرية التي "رافقت المشروع الصهيوني منذ بدايته" والتي تتأسّس على أن "إسرائيل تسدّد الضربات إلى الفلسطينيين من أجل أن تلقنهم درساً (بدعوى) أننا اليهود مندوبو التقدّم والحضارة، والحنكة العقلانية والأخلاق، والعرب هم رعاع بدائيون ذوو نزعات عنيفة وهوجاء، جهلة لا بُدّ من تربيتهم وتعليمهم الفهم الصحيح بطريقة "العصا و الجزرة". ويفترض أن قصف غزة "يقضي على سلطة حماس" وفقاً لفرضية أخرى ترافق الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، وبموجبها في الوسع أن نفرض على الفلسطينيين قيادة "معتدلة" تتنازل عن تطلعاتهم القومية. هذه التبريرات بالنسبة لسيغف ثبت بطلانها مراراً وتكراراً "غير أن إسرائيل تعيد إنتاجها من حرب إلى أخرى". (هآرتس في 28 /12/ 2008)
وينتقد توم سيغف (من المؤرخين الإسرائيليين الجدد) هذه النظرية التي "رافقت المشروع الصهيوني منذ بدايته" والتي تتأسّس على أن "إسرائيل تسدّد الضربات إلى الفلسطينيين من أجل أن تلقنهم درساً (بدعوى) أننا اليهود مندوبو التقدّم والحضارة، والحنكة العقلانية والأخلاق، والعرب هم رعاع بدائيون ذوو نزعات عنيفة وهوجاء، جهلة لا بُدّ من تربيتهم وتعليمهم الفهم الصحيح بطريقة "العصا و الجزرة". ويفترض أن قصف غزة "يقضي على سلطة حماس" وفقاً لفرضية أخرى ترافق الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، وبموجبها في الوسع أن نفرض على الفلسطينيين قيادة "معتدلة" تتنازل عن تطلعاتهم القومية. هذه التبريرات بالنسبة لسيغف ثبت بطلانها مراراً وتكراراً "غير أن إسرائيل تعيد إنتاجها من حرب إلى أخرى". (هآرتس في 28 /12/ 2008)
ماجد كيالى
نقلا عن :الجزيرة نت
هناك تعليقان (2):
أخي الكريم مجهودك الرائع سأحاول نشره عن طريق وضع بانر لك عندي.....نصر الله بك
اقرأ نص اتفاقية منع تهريب السلاح لغزة
وادعوا الله ان يثبت مصر في عدم التوقيع عليها
إرسال تعليق