روبرت فيسك :
النظام المصري (المتعفن) لا يستطيع اتخاذ قرار بشأن غزة
شعب مصر يعاني أشد مما يعاني شعب غزة
في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني هناك والصمت العربي والعالمي الذي يشبه التواطؤ، يكتب (روبرت فيسك) حول موقف مصر من القضية.
في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني هناك والصمت العربي والعالمي الذي يشبه التواطؤ، يكتب (روبرت فيسك) حول موقف مصر من القضية.
ترجمة : بسام الحومي
كتب الصحفي البريطاني المعروف (روبرت فيسك) مقالا نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية بتاريخ (1/1/2009 ) شبه فيه الأوضاع في مصر بالمعاناة التي يواجهها سكان غزة، حيث بدأ مقاله قائلا إن المصريين يطالبون الرئيس حسني مبارك بفتح معبر رفح للفلسطينيين في غزة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وحتى بإرسال الأسلحة إلى حماس.
وأضاف ساخرًا أن علينا التحلي بالصبر عند سماع رد الحكومة المصرية على تلك المطالب حيث عللت بأن إسرائيل ترفض فتح ثلاثة معابر، إضافة الى أن السيطرة على معبر رفح تابعة للجنة الرباعية التي أعدت خارطة الطريق للسلام، فلِمَ إذن تلومون مبارك؟
وقال فيسك يجب أن نعترف بأن مصر لا تستطيع حتى فتح الحدود السيادية من دون الحصول على إذن من واشنطن، وأن فتح معبر رفح البوابة أو قطع العلاقات مع اسرائيل سيودي الى انهيار المؤسسات الاقتصادية المصرية كما أن أي زعيم عربي سيقدم على هذه الخطوة سيخسر المعونات الاقتصادية والدعم العسكري من الدول الغربية.
وأضاف الكاتب البريطاني أن العار الحقيقي لمصر لا يكمن في ردها على المجازر التي تقترفها إسرائيل في غزة، بل من الفساد الذي تغلغل في المجتمع المصري حيث انعدمت خدمات الصحة والتعليم والأمن الحقيقي للمواطن المصري العادي.
وتابع فيسك واصفا الأوضاع الأمنية في مصر بأن واجب الشرطة هو حماية النظام، مشيرا الى اعتداءات الأمن على المتظاهرين، كما شبه السجون المصرية بسجون تورا تورا لما يجري للسجناء فيها من تحرش واغتصاب من قبل الحرس.
وتطرق الكاتب الى حالة التدين - غير الحقيقية - التي مسحت معنى الإسلام حيث أصبح الدين ظاهريا وليس جوهريا، وقال إن المسئولين الحكوميين يظهرون الكثير من التدين إلا أنهم – رغم ذلك - يتسترون على التلاعب في نتائج الانتخابات، كما يتغاضون عن خرق القانون والتعذيب في السجون.
ونقل عن طبيب أمريكي وصف له كيف أن الأطباء تخلوا عن واجبهم تجاه المرضى وقاموا بسد أبواب المستشفى بمقاعد بلاستيكية لمنع وصول المرضى إليهم، كما تناول ما ذكرته صحيفة "المصري اليوم" في نوفمبر 2008 عن ترك الاطباء مرضاهم لحضور صلاة التراويح خلال شهر رمضان.
وقال فيسك أنه وسط كل هذا، يتعين على المصريين أن يعيشوا في ظل المجازر اليومية التي تقوم بها البنية التحتية المتهالكة، ناقلا عن الكاتب المصري (علاء الأسواني) قوله في صحيفة "الدستور" إن عدد "شهداء" النظام المصري يزيد على عدد كل المصريين الذين سقطوا في حروب مصر مع إسرائيل، سواء ضحايا حوادث السكك الحديدية وغرق العبارات وانهيار المباني والأمراض والسرطان والتسمم بالمبيدات في مصر كلها ناتجة عن الفساد واساءة استخدام السلطة.
وأوضح أن فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية لن يغير الواقع الذي يعيشه المصريون أنفسهم.وأشار فيسك الى أن دعوة السيد حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله، للمصريين إلى "الوقوف بالملايين" لفتح الحدود مع غزة، لن تجدي نفعا لأن المصريين لن يفعلوا، وذلك لموقف حكومتهم حيال حزب الله حيث سخر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من قادته متهما إياهم بمحاولة اثارة "فوضى مماثلة للتى خلقوها في بلادهم".
واختتم روبرت فيسك مقاله بأن واقع مصر هو من وجوه عديدة مشابه في مرارته للواقع الأليم والمظلم الذي يعيشه الفلسطينيون، موضحا أن عجز مصر في مواجهة المعاناة التي يعيشها سكان غزة هو رمز لمرضها السياسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق