الثلاثاء، 6 يناير 2009


لا خيار آخر بين الانتصار لغزة أو الاستسلام لإسرائيل
برهان غليون

حسنا فعل أمير قطر في تجديده الدعوة لعقد مؤتمر قمة طارئ لجامعة الدول العربية، فبعد أكثر من أسبوع من القصف الهمجي على غزة، وسقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، وتحدي الحكومة الإسرائيلية إرادة جميع الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بتوسيع عملياتها العسكرية، والبدء بهجوم بري يستهدف علنا إخضاع غزة والقضاء على المقاومة الوطنية فيها، لم يعد من الممكن لحكومات العالم العربي أن تتمسك بالسياسة التي اتبعتها خلال الأسبوع الماضي، ولا أن تستمر في إقناع العالم بالتدخل لوقف إطلاق النار.
لا يؤكد مثل هذا الموقف استقالة العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتصرفه تجاهها من قبيل سقط العتب فحسب، ولكنه يقوض أكثر مما هي عليه اليوم أي صدقية سياسية للدول العربية.
من المضحك والمثير للسخرية أن يكون هدف العرب اليوم وقف إطلاق النار، في الوقت الذي يرفض فيه قادة المقاومة في غزة هذا الهدف، ويعبرون عن إرادتهم القوية ومقدرتهم على المقاومة، ورفض العودة -مهما كان الثمن- إلى الوضع الذي كان قائما من قبل، أي إلى تكريس حالة الحصار، ومن ورائها حالة الاحتلال، التي اعترف بها الرئيس المصري كما لو كانت أمرا قانونيا لا حول لنا ولا قوة لنا به.. هذا يعني بالفعل، كما أشار إلى ذلك عن حق أمير قطر، قبول العرب بالعمل على مساعدة إسرائيل على قطف ثمار العدوان.
استثمار الصمود الفلسطيني
المطلوب من العالم العربي حتى يسترجع الحد الأدنى من الاعتبار، ليس في نظر الجمهور العربي، الذي عبر عن غضبه بالنزول إلى شوارع المدن العربية والعالمية كما لم يحصل منذ سنوات طويلة، وإنما في نظر المنظومة الدولية التي كادت تنسى وجوده على الخريطة السياسية، هو أن يستثمر العرب صمود الشعب الفلسطيني واستبساله في غزة، واستعداده الواضح للتضحية، لإعادة طرح قضية الاحتلال بأكملها، وإجبار الإسرائيليين على العودة إلى طريق المفاوضات السلمية الجدية، وهذا ليس في صالح أهل غزة والفلسطينيين فحسب وإنما العرب بأجمعهم، وفي مقدمتهم الدول التي وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل
المزيد :

ليست هناك تعليقات: