السبت، 3 يناير 2009

يوميات الصراع


العمل العسكري البري على غزة ومأزق إستراتيجية الخروج


عماد فوزي شُعيبي
ماذا يمكن قوله عند انتهاء مبكر لبنك الأهداف العسكرية الرئيسة لإسرائيل في غزة وبعد ثلاثة أيام على أبعد تقدير من بدئها حيث لم يهيئ لإسرائيل إلا: الاستمرار فترة في ضرب المدنيين لإضعاف الروح المعنوية والرواق الخلفي الداعم للمقاومة، أو الذهاب بعيدا في الدخول البري لمنطقة انفجار سكاني فيها عشرات الآلاف من المقاومين لطالما حلم رابين أن يستيقظ صباح ذات يوم ليراها وقد ابتلعها البحر.
فرقتان مدرعتان إسرائيليتان حشدتهما إسرائيل من أجل الهجوم البري المفترض أنه سيحسم الحرب ولكن السيناريوهات مفتوحة:


التقدم صعب جدا من قطاعات عمليات متعددة ولكنه ممكن من الشرق إلى الغرب في منطقة سهلية مفتوحة تبعد سبعة كيلومترات عن غزة، ولكن هذا الدخول لا يفسح المجال أمام البقاء بل يضع دبابات إسرائيل وقواتها في منطقة مكشوفة، وهذا سيعني دخولا استعراضيا أمام الفضائيات ولكنه لن يحدث أي إنجاز عسكري وبالتالي سياسي.


التقدم الأمثل يكون إسرائيليا عبر جباليا شمالا، إلا أن منطقة جباليا أصبحت أشد تمنّعًا بعد اغتيال الدكتور نزار ريان صاحب نظرية الستار البشري، حيث صعد سكان بيته إلى السطح على أمل ألا يتجرأ الجيش الإسرائيلي على مهاجمته حين يكون في المكان مدنيون. وهو ما تمخض عنه تمسك من المقاومة بجباليا سيؤثر نوعيا على المواجهة البرية هناك، حيث إنها أصبحت خزانا عسكريا وبشريا سيجعل الدخول البري الإسرائيلي مكلفا إلى أبعد الحدود.

الواضح أن ترسانة مخزون حماس الإستراتيجية لم تصب بأذى، ومجرد استمرار الحرب واستمرار سقوط الصواريخ سيعني أن الإسرائيليين قد دخلوا في حلقة مفرغة، حاولوا أن يتهربوا منها عندما لم يعلنوا أهدافا مسبقة للحرب خشية من عدم تحقيقها في بدايات عملياتهم ومن أن يبدو الأمر بمثابة هزيمة إستراتيجية في خواتيمها.

المزيد :

ليست هناك تعليقات: