الاثنين، 8 ديسمبر 2008

الروتــــــاري

التعــريــف:"الروتاري" منظمة ماسونية تسيطر عليها اليهودية العالمية، تعرف باسم "نادي الروتاري" وقد جاء هذا الاسم من "التناوب" تلك العبارة التي صاحبت الاجتماعات الأولى لأعضاء النادي الذين كانوا يعقدونها بمكاتبهم بشكل متناوب.التأسيــس وأبــرز الشخصيــات:- في سنة 1905م أسس المحامي بول هاريس أول نادي للروتاري في مدينة شيكاغو.- بعد ثلاث سنوات انضم إليه رجل يدعى شيرلي بري الذي وسع الحركة بسرعة هائلة، وظل سكرتيراً للمنظمة إلى أن استقال منها في سنة 1942م.- انتقلت الحركة إلى دبلن بإيرلندا سنة 1911م ثم انتشرت في بريطانيا بفضل نشاط مستر مورو الذي كان يتقاضى عمولة عن كل عضو جديد.- تأسس نادي الروتاري في مدريد سنة 1921م ثم أغلق ولم يسمح له بمعاودة النشاط في كل إسبانيا.- تأسيس نادي الروتاري في فلسطين سنة 1921م عندما كانت دولة اسرائيل حلماً صهيونياً، وكان هذا الفرع أسبق الفروع في المنطقة العربية.- في الثلاثينات تم تأسيس فروع للروتاري في الجزائر ومراكش برعاية الاستعمار الفرنسي.- يوجد في طرابلس الغرب فرع للروتاري ومن أعضاء مجلس الإِدارة فيه المستر جون روبنسون والمستر فون كريج.- توفى بول هاريس (المؤسس) سنة 1947م بعد أن امتدت الحركة إلى 80 دولة، وأصبح لها 6800 ناد تضم 327000 عضو.- يعقوب بارزيف رئيس نادي الروتاري في إسرائيل عام 1974م غادر إسرائيل في 14/3/1973م إلى مدينة (تاور مينا) بصقلية لحضور المؤتمر الذي ينظمه النادي الروتاري الإِيطالي، وادعى أنه سيكون مؤتمراً عربياً - إسرائيلياً لاشتراك وفود عدد من الدول العربية مع وفد إسرائيل.- كان أول المتحدثين مختار عزيز ممثل النادي الروتاري التونسي ثم تكلم بعده يعقوب بارزيف اليهودي.الأفــــكار والمعتقـــدات:- عدم اعتبار "الدين" مسألة ذات قيمة لا في اختيار العضو، ولا في العلاقة بين الأعضاء، ولا يوجد أي اعتبار لمسألة الوطن.- تلقن نوادي الروتاري أفرادها قائمة بالأديان المعترف بها لديها على قدم المساواة مرتبة حسب الترتيب الأبجدي: البوذية - المسيحية - الكونفشيوسية - الهندوكية - اليهودية - المحمدية ... وفي آخر القائمة التأويزم "الطاوية" وهي عقيدة صينية وجدت في القرن السادس قبل الميلاد وهي تؤمن بأن تحقيق السعادة يتم بالاستجابة لمطالب الغرائز البشرية وتسهيل العلاقات الاجتماعية والسياسية بين جميع البشر.- إسقاط اعتبار "الدين" يوفر الحماية لليهود ويسهل تغلغلهم في الأنشطة الحياتية كافة، وهذا يتضح من ضرورة وجود يهودي واحد أو اثنين على الأقل في كل ناد.- عمل الخير لديهم يجب أن يتم دون انتظار أي جزاء مادي أو معنوي، وهذا مصادم للتصور الديني الذي يربط العمل التطوعي بالجزاء المضاعف عند الله.- لهم اجتماع أسبوعي، وعلى العضو أن يحرز 60% من نسبة الحضور سنوياً على الأقل.- باب العضوية غير مفتوح لكل الناس، ولكن على الشخص أن ينتظر دعوة النادي للانضمام إليه على حسب مبدأ الاختيار.- التصنيف يقوم على أساس المهنة الرئيسية، وتصنيفهم يضم (77) مهنة.- العمال محرومون من عضوية النادي، ولا يختار إلا من يكون ذا مكانة عالية.- يحافظون على مستوى أعمار الأعضاء ويعملون على تغذية المنظمة بدم جديد وذلك باجتلاب شباب في مقتبل العمر.- يشترط أن يكون هناك ممثل واحد عن كل مهنة وقد تخرق هذه القاعدة بغية ضمّ عضو مرغوب فيه، أو إقصاء عضو غير مرغوب فيه.- يشترط أن يكون في المجلس الإِداري لكل ناد شخص أو شخصان من رؤساء النادي السابقين أي من ورثة السر الروتاري المنحدر من (بول هاريس).- تشارلز ماردن الذي كان عضواً لمدة ثلاث سنوات في أحد نوادي الروتاري قام بدراسة عن الروتاري وخرج بعدد من الحقائق:- بين كل 421 عضواً في نوادي الروتاري ينتمي منهم 159 عضواً للماسونية مع تأكيد الولاء للماسونية قبل النادي.- في بعض الحالات اقتصرت عضوية الروتاري على الماسون فقط كما حدث في أدنبره - بريطانيا سنة 1921م.- تكون الإدارة في أيدي الماسونية استناداً لما ورد في نصوص الماسونية في محافل نانس بفرنسا سنة 1881م ما يلي: "إذا كون الماسونيون جمعية بالاشتراك مع غيرهم فعليهم ألا يدعوا أمرها بيد غيرهم، ويجب أن يكون رجال الإِدارة في مراكزها بأيد ماسونية وأن تسير بوحي من مبادئها".- نوادي الروتاري تحصل على شعبية كبيرة ويقوى نشاطها حينما تضعف الحركة الماسونية أو تخمد، ذلك لأن الماسون ينقلون نشاطهم إليها حتى تزول تلك الضغوط فتعود إلى حالتها الأولى.- تأسست الروتاري عام 1950م وذلك إبان فترة نشاط الماسونية في أمريكا.- هناك عدد من الأندية تماثل الروتاري فكراً وطريقة وهي: الليونز - الكيواني - الاكستشانج - المائدة المستديرة - القلم - بناي برث (أبناء العهد) فهي تعمل بنفس الصورة ولنفس الغرض مع تعديل بسيط وذلك لتنويع الأساليب التي يتم بواسطتها بث الأفكار واجتلاب المؤيدين والأنصار.- بين هذه النوادي زيارات متبادلة، وفي بعض المدن يوجد مجلس لرؤساء النوادي من أجل التنسيق فيما بينها.الجــذور الفــكرية والعقائـــدية:- التشابه كبير بين الماسونية والروتاري في مسألة (الدين والوطن)، وفي اعتمادهم على مبدأ (الاختيار) فالعضو لا يمكنه أن يتقدم بنفسه للانتساب ولكن ينتظر حتى ترسل إليه بطاقة دعوة للعضوية.- القيم والروح التي يُصْبَغُ بها الفرد واحدةٌ في الماسونية والروتاري مثل فكرة المساواة والإِخاء والروح الإنسانية والتعاون العالمي، وهذه روح خطيرة تهدف إلى إذابة الفوارق بين الأمم، وتفتيت جميع أنواع الولاءات، حتى يصبح الناس أفراداً ضائعين تائهين، ولا تبقى قوة متماسكة إلا اليهود الذين يريدون السيطرة على العالم.- الروتاري وما يماثله من النوادي تعمل في نطاق المخططات اليهودية من خلال سيطرة الماسون عليها والذين هم بدورهم مرتبطون باليهودية العالمية نظرياً وعملياً، ورصيد هذه المنظمات ونشاطاتها يعود على اليهود أولاً وآخراً.- تختلف الماسونية عن الروتاري في أن قيادة الماسونية ورأسها مجهولان على عكس الروتاري الذي يمكن معرفة أصوله ومؤسسيه، ولكن لا يجوز تأسيس أي فرع للروتاري إلا بتوثيق من رئاسة المنظمة الدولية وتحت إشراف مكتب سابق.- تتظاهر بالعمل الإِنساني من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف وتتظاهر بأنها تحصر نشاطها في المسائل الاجتماعية والثقافية وتحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدورية والمحاضرات والندوات التي تدعو إلى التقارب بين الأديان وإلغاء الخلافات الدينية.- أما الغرض الحقيقي فهو أن يمتزج اليهود بالشعوب الأخرى باسم الود والإِخاء وعن طريق ذلك يصلون إلى جمع معلومات تساعدهم في تحقيق أغراضهم الاقتصادية والسياسية وتساعدهم على نشر عادات معينة تعين على التفسخ الاجتماعي ويتأكد هذا إذا علمنا بأن العضوية لا تمنح إلا للشخصيات البارزة والمهمة في المجتمع.الانتشـــار ومواقــع النفــوذ:بدأت أندية الروتاري في أمريكا سنة 1905م وانتقلت بعدها إلى بريطانيا وإلى عدد من الدول الأوروبية، ومن ثم صار لها فروع في معظم دول العالم.كما أن لهذه المنظمة فرعاً في إسرائيل، لها نواد في عدد من الدول العربية كمصر والأردن وتونس والجزائر وليبيا والمغرب ولبنان، وتعدّ بيروت مركز جمعيات الشرق الأوسط.
مرسلة بواسطة أسماء عطية إلى مصريون ضد الصهيونية في 08 ديسمبر, 2008 01:36

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

البروتوكول الأول :-

أول ما أبدأ بشرحه هو منهجنا فى العمل ، وأشرحه من ناحيتين : وجهة نظرنا ووجهة نظر الجوييم (الأغيار أى غير اليهود).وأول ما يجب ملاحظته أن الناس نوعين : الذين غرائزهم سليمة ، والذين غرائزهم سقيمة وهم الأكثر عددا ، ولذلك فإن أفضل النتائج التى يراد تحقيقها من خلال التسلط على الجوييم عن طريق الحكومات ، إنما تكون بالعنف والإرهاب وليس بالحوار والنقاش ، فكل فرد يتمنى امتلاك السلطة وأن يصبح ديكتاتورا.
وفى بداية تكوين مجتمع الجوييم فإنهم كانوا مقهورين بالقوة الغاشمة وخاضعين لها ، ثم سيطر عليهم القانون الموضوع ، وهو القوة الغاشمة نفسها ولكن بشكل مختلفوأستنتج من هذا أن الحق هو القوة.
والحرية السياسية ماهى إلا فكرة مجردة بلا وجود حقيقى ، وهذه الفكرة هى طعم على الواحد منا أن يعلم كيف يطبقها عند الضرورة ، ليستطيع ضم الجماهير إلى حزبه فيسحق الحزب المنافس له ، وهو الحزب الذى بيده السلطة والحكومة.
ويصبح هذا الأمر أسهل إذا كان الحزب المراد سحقه قد أصابته عدوى الحرية الليبرالية ، وهو مستعد لتحقيق هذه الفكرة أن يتنازل عن بعض سلطته ، وهنا تكون بداية انتصار فكرتنا ، حيث تبدأ الحكومة فى فقدان زمام الأمر ، فتتسلط عليه الحكومة الجديدة وتجمعه ، وكل ما تفعله أنها تحل محل الحكومة القديمة والتى قضت عليها الليبرالية ، سواء بالصراعات الداخلية أو بالوقوع فى يد الأعداء الخارجيين فتقع فى قبضتنا ، وهنا تأتى سلطة رأس المال فتمد بطرف حبل خفى للحكومة الجديدة ، فتتعلق به طوعا أو كرها لحاجتها الماسة إليه ، وإلا هوت للقاع.
وإذا قال قائل من هواة الليبرالية أن هذا المنهج يتنافى مع الأخلاق ، سألناه : إذا كان لكل دولة عدوان ، وجاز لها فى مكافحة العدو الخارجى أن تتبع كل الطرق والوسائل ، دون أن يقال أن هذا يتنافى مع الأخلاق ، أليس من الأولى فى مكافحة العدو الداخلى ، الذى يخرب كيان المجتمع ومصالح الجمهور ، أن تتبع نفس الطرق للقضاء عليه ؟ وإذا جاز هذا الأمر هناك فكيف يمكن القول أنه لا يجوز هنا ؟ وكيف يمكن لأى حكيم أن يأمل النجاح فى قيادة الجماهير إلى حيث يريد ، معتمدا فقط على الرأى والمنطق والحوار ، خاصة إذا اعترضته مقاومة ما وأصغت لها الجماهير ، والجماهير لا تستطيع تحليل الأمور لأبعد من الظاهر ؟
فالسياسة غير الأخلاق ولا شئ مشترك بينهما ، والحاكم الذى يخضع لمنهج الأخلاق لا يكون سياسيا حاذقا ، فيبقى عرشه مهزوزا متداعيا ، وأما الحاكم اللبيب الذى يريد توطيد حكمه ، فيجب عليه أن يكون ذا خصلتين : الدهاء النافذ ، والمكر الخادع. أما تلك الصفات التى يقال أنها من الفضائل العالية ، كالصراحة فى إخلاص ، والأمانة فى شرف ، فهى تعد فى السياسة من النقائص لا الفضائل ، وهى تسرع بالحكام إلى أن يتدحرجوا من فوق عروشهم بلا منقذ لهم , ويكون هذا أقوى فى تفكيكهم وتهديمهم مما يمكن أن يصيبهم من أكبر أعدائهم. وتلك الصفات منابتها فى ممالك الجوييم وحكوماتهم ، فهى منهم وهم بها أولى. وحذار حذار أن نقبل نحن مثل هذا. حقنا منبعه القوة. وكلمة "حق" وجدانية معنوية مجردة وليس على صحتها دليل ، ومفادها لا شئ أكثر من هذا : أعطنى ما أريد ، فأبرهن بهذا على أننى أقوى منك.
إننى أجد فى كل دولة استولى الفساد على إدارتها ، ولم تبق هيبة ولا سطوة لقوانينها ، ولا مقامات مرعية لحكامها ، وانطلق الناس إلى مطالب الحقوق ينادون بمطلب جديد ويسقطون آخر كل ساعة ، فاختلطت دعاويهم وتضاربت ، وصار لكل حزب من الافتتان والهوى حق باسم الليبرالية ، أجد فى مثل هذا الموطن أن أهاجم باسم الحق وهو حق القوة ، فأنثر فى الهواء جميع هياكل الأنظمة والأجهزة الجوفاء ، وآتى بشئ جديد يحل محل الذاهب ، وأجعل نفسى سيدا حاكما على هؤلاء الذين تركوا لنا الحقوق التى كانوا يبنون عليها حكمهم ، وأما مصيرهم هم فهو الاستسلام إلى ما كانوا يحملون من عقائد ليبرالية. وتتميز قوتنا فى هذه الحالة الرجراجة عن كل قوة أخرى بمميزات أمنع وأثبت وأقوى على رد العادية ، لأنها تبقى وراء الستار متخفية حتى يحين وقتها ، وقد نضجت واكتملت عدتها ، فتضرب ضربتها وهى عزيزة ، ولا حيلة لأحد فى النيل منها أو الوقوف فى وجهها. ومن هذا الشر المؤقت الذى نكره على إيقاعه يخرج الخير ، وهو حكم الخير الجديد الذى لا تهزه ريح ، فيرد الأمور المنحرفة فى الحياة إلى نصابها ويجعلها فى الطريق القويم ، وكل هذا كانت الليبرالية قد مزقته. والنتائج تبرر الأسباب والوسائل ، فعلينا فى وضع منهجنا أن نراعى ما هو أفيد وضرورى أكثر مما نراعى ما هو أصلح وأخلاقى. وأمامنا الآن مخطط ، وفى هذا المخطط رسم الطريق الذى يجب علينا أن نسلكه نحو غايتنا ، وليس لنا أن نحيد عن هذا قيد شعرة ، وإذا فعلنا ذلك مجازفة ومخاطرة فسنخسر نتائج عملنا لعدة قرون ، ويذهب كله سدى. ولكى نوفق إلى بناء الأمور على ما نريد من الصحة والكمال فى أفعالنا ، لابد لنا أن نأخذ بعين الاعتبار ما يكون عليه جمهور الدهماء من طباع خسة ونذالة ، وتراخ وقلة استقرار ، وفقدان القدرة على فهم أمور حياتهم ، وافتقارهم إلى نظرة الجد وصحة العزم ، فهم متعامون عن رؤية مصالحهم. ويجب أن يكون واضحا أن قوة الدهماء عمياء ، تفتقر للشعور وللفهم والاستيعاب على نطاق المعقول ، وهى أبدا رهن أى استفزاز يستفزها من أى ناحية ، والأعمى لا يقود إلا الى الهاوية ، وفى النهاية يخرج أفراد من الدهماء ومن سواد الشعب من لا يعدون أن يكونوا ممن لا خبرة لهم ولا سابق تجربة ، وقد يكون لهم من النبوغ مظهر براق ، ولكن لقصورهم عن النفاذ إلى بواطن السياسة الخفية ، فإنهم لا يلبثون - إذا استطاعوا أولا بلوغ الزعامة والقيادة - أن يهووا ، فتهوى معهم الأمة وينتقض الحبل كله. وإنما بوسع رجل واحد مجرب ، ربى منذ الصغر على فهم الحكم المستقل وتمرس به ، أن يعى ويزن جيدا الكلمات التى تتركب منا أبجدية السياسة. ولا يتم وضع المخطط وضعا كاملا محكما إلى آخر مداه إلا على يد حاكم مستبد قاهر ، يقوم على ذلك حتى النهاية ، ثم يوزعه أجزاءه على أجهزة الدولة ، ونستنتج من هذا بالضرورة أن الوضع الذى ينبغى أن تكون عليه الدولة مع اللياقة والكفاية ، هو الوضع الذى يجتمع كله فى يد رجل مسئول. وبلا سلطة مطلقة لا حياة للحضارة ، والحضارة لا تقوم على الدهماء ولكن على من يقود الدهماء ، أيا من كان ذلك الرجل القائد ، فالدهماء قوة همجية ، وتظهر هذه القوة فى كل مناسبة ، وفى اللحظة التى تتسلم فيها الحرية وتجد نفسها قادرة على التصرف كيف تشاء تقع الفوضى فورا ، وهذا النوع من التخبط أسوأ أنواع التردى الإنسانى الأعمى. أنظروا إلى الحيوانات المدمنة على المسكر تدور برؤوس دائخة ، ترى من حقها المزيد منه فتاناله إذا نالت الحرية ، فهذا لا يليق بنا ولا نسلك نحن هذه الدروب ، فشعوب الجوييم قد رنحتها الخمور ، وشبابهم قد استولت عليهم البلادة نتيجة ذلك ، فأخملتهم وألصقتهم بالبقاء على القديم الموروث الذى عرفوه ونشأوا عليه ، ويجب أن يزدادوا إغراء بأوضاعهم هذه على يد المعدين من جهتنا للدفع بهم فى هذا الاتجاه ، كالمعلمين المنتدبين للتعليم الخاص ، والخدم والمربيات والحاضنات فى بيوت الأغنياء ، والكتبة والموظفين فى الأعمال المكتبية وسواهم ، وكالنساء منا فى المقاصف وأماكن الملذات التى يرتادها الجوييم. وفى عداد هذا النوع الأخير أذكر ما يسمى عادة بمجتمع السيدات أو المجتمع النسائى ، حيث المعاشرة مباحة للفساد والترف ، وشعارنا ضد هذا : العنف ، وأخذ الناس بالحيلة حتى يعتقدوا أن هذا الشئ الذى تتعلق به الحيلة كأنه صحيح لا ريب فيه ، وإنما بالعنف وحده يتم لنا الغلبة فى الأمور السياسية ، ولا سيما إذا كانت أدوات العنف مخفية ، من المواهب الذهنية الضرورية لرجال السياسة. فالعنف يجب أن يتخذ قاعدة وكذلك المكر والخداع ، وما قلناه ينبغى أن يكون شعارا ، وكل هذا فائدته العملية أن يتخذ قاعدة فى الحكومات التى يراد أن تتخلى عن تيجانها تحت أقدام الممثل الجديد لعهد جديد ، وهذا الشر هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ الغاية من الخير ، ولذلك لا ينبغى لنا أن نتردد فى استعمال الرشوة والخديعة والخيانة ، متى رأينا أن بهذا تتحقق الغاية ، وفى السياسة يجب على المسئول أن يعرف كيف تقتنص الفرصة فورا. ودولتنا الماضية قدما فى طريقها - طريق الفتح السلمى - من حقها أن تبدل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهون وأخفى عن العيون ، وهو إصدار أحكام ضرورية بالموت من وراء ستار ، فيبقى الرعب قائما وقد تبدلت صورته ، فيؤدى ذلك إلى الخضوع الأعمى المطلوب. قل إنها هى الشراسة ، ومتى كانت فى محلها ولا تتراجع إلى الرفق غدت عامل القوة الأكبر فى الدولة ، وان تعلقنا بهذا المنهج - ولا يراد به المكسب والمغنم فقط - بل نريده أيضا من أجل الواجب ، حتى نصل بالقافلة نحو النصر. ونعود فنقرر أنه العنف ، وأخذ الناس بالحيلة حتى يعتقدوا أن هذا الشئ الذى تتعلق به الحيلة كأنه صحيح لا ريب فيه. فى الزمن الماضى كنا نحن أول من نادى فى جماهير الشعب بكلمات الحرية والعدالة والمساواة ، وهى كلمات لم تزل تتردد إلى اليوم ، ويرددها من هم أشبه بالببغاوات ، فأفسدوا على العالم رفاهيته كما أفسدوا على الفرد حريته الحقيقة ، وكانت قبل ذلك فى حرز من عبث الدهماء. والذين يرجى أن يكونوا عقلاء حكماء من الجوييم وأهل فكر وروية ، لم يستطيعوا أن يفهموا شيئا من معانى هذه الألفاظ التى ينادون بها ، ولا أن يلاحظوا ما بينها من تناقض وتضارب ، وعجز أولئك أيضا عن أن يدركوا أن الدهماء قوة عمياء ، وأن النخبة الجديدة المختارة منهم لتولى المسئولية يفتقرون إلى التجربة. وهذه الأشياء كلها لم يفهم الجوييم من بواطنها وأسرارها شيئا ومع هذا فقد كانت عهود الحكم فى الماضى عند الجوييم تعتمد على هذه الأغاليط ، فكان الأب ينقل لابنه معرفة أصول السياسة ولا يشارك فيها أحدا إلا أفراد السلالة ، ولا أحد منهم يفتح هذا الباب للرعية ، ومع مرور الزمن أدى احتكار هذا الأمر فى السلالات إلى إصابته بالتشوش والإبهام حتى تلاشى واضمحل ، وهذا بالتالى ساعد فى إنجاح قضيتنا. وفى جميع أنحاء الدنيا كان من شأن كلمات "الحرية" و"العدالة" و"المساواة" أن اجتذبت إلى صفوفنا على يد دعاتنا وعملائنا المسخرين من لا يحصيهم عدد من الذين رفعوا راياتنا بالهتاف ، وكانت هذه الكلمات واستغلالنا لها وتلاعبنا بها دائما هو السوس الذى ينخر فى رفاهية الجوييم ، ويقتلع الأمن والراحة من ربوعهم ، ويذهب بالهدوء ويسلبهم روح التضامن ، وينسف بالتالى جميع الأسس التى تقوم عليها دول الأغيار ، وهذا ساعدنا أيضا فى إحراز النصر ، فمما أعطانا القدرة على الوصول للورقة الرابحة هو سحق الامتيازات ، أو بتعبير آخر نسف أرستقراطية الجوييم نسفا تاما ، وقد كان أهل هذه الطبقة هم الدرع الوحيدة للدفاع عن الشعوب والبلدان فى وجهنا ، وعلى أنقاض أرستقراطية الجوييم بنينا أرستقراطية من طبقتنا الراقية المهذبة ، تتوجها أرستقراطية رأس المال ، وجعلنا أوصاف أرستقراطيتنا مستمدة من منبعين : المال ويقع أمره على عاتقنا ، والمعرفة وهى تستقى من حكمائنا الشيوخ ، وهى القوة الدافعة منهم. والنصر الذى بلغناه قد جاء أيسر وأهون ، لأننا فى تعاملنا مع الناس الذين احتجنا إليهم كنا دائما نضرب على أدق الأوتار حساسية فى ذهن الإنسان ، مثل استغلال النهم للمال ، والشره للحاجات المادية والإفساد ، وكل واحدة من هذه النقائص الإنسانية إذا عملت وحدها كانت كافية لتشل نشاط الفرد كله ، وتجعل قوة إرادته مطاوعة مستجيبة للذى اشترى منه العمل. وكان من شأن المعنى المجرد لكلمة "الحرية" أن ساعدنا فى إقناع الدهماء فى جميع البلدان أن حكوماتهم ماهى إلا حارس الشعب ، والشعب هو صاحب القضية ، فالحارس يمكن تبديله وتغييره ، كقفاز قديم ننبذه ونأتى بغيره. وإنما هذه القدرة - القدرة على تبديل ممثلى الشعب - هى ما جعل الممثلين طوع أمرنا ، وأعطانا سلطة تسخيرهم.

غير معرف يقول...

البروتوكول الثانى : -

إن غرضنا الذى نسعى إليه يحتم أن تنتهى الحروب بلا تغيير حدود ولا توسع إقليمى ، ويجب تطبيق هذا ما أمكن ، فإذا جرى الأمر على هذا قدر المستطاع تحولت الحرب إلى الصعيد الاقتصادى ، وهنا لا مفر أن تدرك الأمم - من خلال ما نقدمه من مساعدات - ما لنا من قوة فى تغليب فريق على آخر ، ومن التفوق ونفوذ اليد العليا الخفية. وهذا الوضع من شأنه أن يجعل الفريقين تحت رحمة عملائنا الدوليين ، الذين يملكون ملايين العيون اليقظة التى لا تنام ، ولهم مجال مطلق يعملون فيه بلا قيد ، وحينئذ تقوى حقوقنا الدولية العامة على محق الحقوق القومية الخاصة ، فى نطاق المعنى المألوف لكلمة حق ، فيتسنى لنا أن نحكم الشعوب بهذه الحقوق ، تماما كما تحكم الدول رعاياهم بالقانون المدنى داخل حدودها.

والأشخاص الذين نختارهم من صفوف الشعب اختيارا دقيقا ضامنا لنا أن يكونوا كاملى الاستعداد للخدمة الطائعة ، وألا يكونوا من طراز الرجال الذين سبق لهم التمرس بفنون الحكم والحكومة ، حتى يسهل اقتناصهم ووقوعهم المحكم فى قبضة يدنا ، فنتخذ منهم مخالب صيد ، ويتولاهم منا أشخاص أهل علم وعبقرية ، يكونون لهم مستشارين من وراء الستار واختصاصيين وخبراء ، وهؤلاء الرجال المختارون منا يكونون قد نشئوا منذ الصغر تنشئة خاصة ، وأهلوا لتصريف شئون العالم تأهيلا كاملا ، ويكون قد مر عليهم زمن وهم يرضعون معلوماتنا التى يحتاجون إليها من مناهجنا السياسية ودروس التاريخ ، ومن ملاحظة سير الحوادث وهى وهى تقع مع مرور الوقت. أما الجوييم فقد بعدت المسافة بينهم وبين أن يكونوا قادرين على الاهتداء إلى الحكمة بالملاحظة التاريخية غير المتحيزة ، إذ أقصى ما تبلغه استنارتهم هو الطرق النظرية على نمط رتيب ، دون أن يتعمقوا فى تسليط العين النافذة على نتائج الحوادث ، فليس لنا حاجة - فى هذه الحالة - أن نقيم لهم أى وزن ، فلندعهم فى حالهم وما يشتهون ويحبون حتى تأتى ساعة اقتناصهم ، أو يظلوا عائشين على الآمال تنتقل بهم من مشروع خيالى لاخر ، ويتباهون بما سبق لهم التمتع به من أمجاد ، وليبق هذا كله دورهم الرئيسى الذى يمثلونه. وقد نجحنا فى إقناعهم بأن ما لديهم من معلومات نظرية إنما هو من حر محصول العلم ، ومادام هذا هو غرضنا فعلينا - بواسطة صحفنا - أن نرسخ فيهم الاعتقاد بصحة ما يحملون من نظريات وآراء ، أما أهل الفكر منهم فينتفخون ازدهاء بما لهم من حظ المعرفة ، وتراهم غافلون عن الاستعانة بوضع التجربة على محك المنطق ، مندفعون إلى وضع نظرياتهم موضع العمل ، ولكن ما هو فى نظرهم علم ومعرفة إن هو إلا فى الواقع ما عنى عملاؤنا الاختصاصيون بتصنيفه لهم فى حذق ومهارة ، وهيأوا هذا كله لتتنور به أذهانهم على الاتجاه الذى نريد.

إياكم أن تعتقدوا - ولو للحظة واحدة - أن ما أقوله هو كلام قليل الجدوى ، فما عليكم إلا أن تتفكروا فيما صنعنا لإنجاح النظريات الداروينية والماركسية والنيتشوية ، أما نحن اليهود فما علينا إلا أن نرى بوضوح ما كان لتوجهاتنا من أثر خطير فى التلبيس على أفهام الجوييم فى هذا المجال.

ولابد لنا فى منهجنا هذا أن نأخذ بعين الاعتبار ما عند الأمم من فكر وخلق ونزعة واتجاه ، وإنما نفعل هذا لنحترز به من الانزلاق فى معالجتنا السياسية والتوجيه الإدارى ، فلا نتعثر ولا نكبو ، وان انتصار منهجنا - الموزعة أجزاؤه على مختلف النواحى توزيعا يصيب كل ناحية ، حسب أمزجة الشعوب التى تقع على طريقنا - إن انتصارنا المنتظر قد يفشل ويحبط دون إدراك الغاية ، إذا كان تطبيقنا للمنهج ليس مبنيا على الأحكام المستمدة من صفوة دروسنا الماضية ، نطبقها على ضوء الحاضر.

ولا يخفى أن فى أيدى دول اليوم آلة عظيمة تستخدم فى خلق الحركات الفكرية والتيارات الذهنية ، ألا وهى الصحف. والواجب عمله على الصحف التى فى قبضتنا أن تداوم على أن تصيح مطالبة بالحاجات التى يفترض أنها ضرورية وحيوية للشعب ، وأن تعرض شكاوى الشعب وتثير النقمة وتخلق أسبابها ، إذ أن فى هذه الصحف يتجسد انتصار حرية الرأى والفكر ، غير أن دولة الجوييم لم تعرف بعد كيف تستغل هذه الآلة فاستولينا عليها نحن ، وبواسطة الصحف نلنا القوة التى تحرك وتؤثر وبقينا وراء الستار. فمرحى للصحف وكفنا ملئ بالذهب ، مع العلم بأن هذا الذهب قد جمعناه مقابل بحار من الدماء والعرق المتصبب ، نعم قد حصدنا ما زرعنا ، ولا دمعة إن جلت وعظمت التضحيات من شعبنا ، فكل ضحية منا تساوى عند الله ألفا من ضحايا الجوييم.